السو-34 طائرة جديدة لعقيدة جوية جديدة

ان برنامج اعادة هيكلة وتحديث الجيش الروسي لعام 2015 والذي بداءت الحكومة الروسية بتنفيذه عام 2006 ، والمتضمن اعادة تسليح افرع الجيش الروسي بمعدات حديثة ، قد شمل تزويد القوات الجوية الروسية بالقاذفة التكتيكة الحديثة Su-34 Fullback والتي ستحل محل القاذافات القديمة Su-24 Fencer ، و تعتبر القاذفة الجديدة Su-34 نسخة من نسخ سلسلة الفلانكر المطورة عن المقاتلة الشهيرة Su-27 Flanker ، كما تتميز هذه القاذفة بانها طائرة ممتازة بكل المقايس نظرا لاستخدامها احدث المعدات التكنولجيا المعقدة في مجال الكترونيات الطيران و انظمة الحماية الذاتية وانظمة التسليح اضافة الى استخدامتها المتعددة كقاذفة ومقاتلة في نفس الوقت ، لها القدرة على شن هجوم بري على أرض المعركة كما خلف خطوط العدو ، كما يمكن ان تستخدم كطائرات استطلاع ومهاجمة الاهداف البحرية.

القاذفة الجديدة للقوات الروسية ستحل محل القاذفة Su-24M (حوالي 400 في الخدمة) ، اضافات لطائرة استطلاع Su-24MR (أكثر من 100في الخدمة ) و MiG-25RB (حوالي 70 في الخدمة) ، مما يعني انه من هنا
إلى 15 سنة ستضطر روسيا الى انتاج ما بين 550 و 600 طائرة من طراز اس يو 34 لسد العجز الذي سيحدثه خروج Su-24M -Su-24MR - MiG-25RB ، الى ان وزارة الدفاع الروسية كانت قد سبق و ان قررت ان اعداد اس يو-34 التي ستدخل الخدمة من هنا الى 2015 لن تتعدى 58 طائرة ، ما مجموعه 300 طائرة بحلول عام 2022 ، هذا ما دفع بعض الخبراء الروس بانتقاد قرار الحكومة الروسية على اساس انه اذا تما سحب Su-24M -Su-24MR - MiG-25RB قبل عام 2020 ستكون روسيا خالية من المقاتلات وطائرات الاستطلاع ، لكن على نقيض ذالك شرح بعض الخبراء آلاخرون ان اعداد اس يو-34 التي ستدخل الخدمة من هنا الى 2020 ستكون كافية في المذهب الجديد للقوات الجوية الروسية .

هذا المفهوم الذي ترتكز عليه العقيدة الجوية الروسية الجديدة يركز على الخصائص والقدرات والأداء التشغيلي والعملياتي للاس يو - 34 مثل قدراتها على اتمام المهام البعيدة المدى ، وقدرتها على التزود بالوقود جوا (بما في ذلك التزود عن طريق سو - 34 اخرى body body ) اضافة لتجهيزها بقمرة قيادة مريحة لطاقم تساعد على اداء المهام الطويلة الامد في ظروف مريحة وجيدة ، كما تتميز الاس يو-34 عن غيرها بقدراتها على اداء المهام دون طائرات مرافقة او طائرة الحرب الالكترونية نظرا لتجهيزتها باحدث نظم الحرب الالكترونية وهذا ما يطلق عليه اليوم الطائرة المتعددة المهام ، ولذالك يرى الروس و انطلاقا من هذا الاساس ان الافواج القتالية التي ستجهز بهذ القاذفة وان كانت قليلة سيكون لها قابلية انجاز واتمام مهامها بفاعلية اكبر ، ففي حال نزاعات افتراضية سيكون لهذه القاذفة القدرة على الانطلاق من قواعدها في روسيا وضرب قاعدة ارهابية في وسط اسيا في اليوم الاول من النزاع والانطلاق في اليوم الثاني لضرب قواعد الصواريخ في اوربا والعودة في اليوم الثالث لمساندة القطع البحرية الروسية في المحيط الهندي ، كل هذا اعتمادا على مميزاتها التكنولجيا والتسليحية العالية وانظمة الحماية والحرب الالكترونية المتطورة المزودة بها ، وقدرتها على تحليق على ارتفاعت منخفضة وبسرعات عالية وتجهيزها بالاسلحة البعيدة المدى والعالية الدقة ما يسمح لها بضرب العدو والحد من خسائرها ، مما جعل المنظرين الجويين الروس ياكدون ان الاعداد القليلة من هذه الطائرات ستمثل وحدات النخبة في ظل العقيدة الجوية الجديدة والتي لها قدرة اتمام اعقد المهمات .

في الواقع اذا تطرقنا لهذه العقيدة الروسية الجديدة سنجد انها ليست بعقيدة جديدة ، فوحدات النخبة المكونة من افضل الطيارين وافضل التجهيزات والطائرات شكلت المحور الرئيسي للقوات الجوية الألمانية خلال الحرب العالمية
الثانية ، كما ان البحرية الامبراطورية اليابانية خلال الحرب العامية الثانية كانت قد تبنت نفس المفهوم ، غير أن هذه الوحدات الخاصة او النخبة كما يسميها البعض يمكن القضاء عليها وبسرعة كبيرة خلال الحروب الشاملة عن الطريق الموجات الجوية المنتظمة التي تهدف الى استنزافها كما في الحرب العالمية الثانية.

وعليه........ و من هذا المنطلق يمكننا الحكم بان العقيدة الروسية الجديدة ضعيفة ، لكن...... بالنسبة للحروب العالمية الشاملة فان روسيا تمتلك مثلث الردع النووي وفي حال حدوث اي نزاعات مسلحة وعلى مستويات عالمية ، فان عدد الطائرات المقاتلة والقاذفة التي تملكها روسيا لن يكون مهم بقدر اهمية الصواريخ والقنابل النووية التي يمكن لروسيا ان تلقيها على اعدائها اثناء الحرب ، ومع ذلك ، و في حالة نزاعات اقليمية او سلسلة من الصراعات المحلية التي قد تتورط فيها روسيا مستقبلا كصراع الروسي- الجورجي الاخير ، فان حيازة روسيا هذا النوع من الطائرات المتطورة و السريعة التدخل والمجهزة باحدث نظم الحماية والتسليح ولو باعداد قليلة ، يمكن أن يكون عاملا
حاسما في كبح جماح اي تهديد مستقبلي لامن روسيا القومي ، وعليه يتلخص المفهوم الروسي الجديد في ان قوة مكونة من 200 الى 300 طائرة من هذا النوع مقسمة الى عدة وحدات رئيسية على امتداد قواعد البلاد ، ستكون قادرة على اتمام أعقد البعثات عند استخدامها في الوقت المناسب والمكان المناسب .

واخيرا وليس اخرا....... وبصرف النظر عن سو 34 ، فان القوات الجوية الروسية ستتلقى في اطار برنامج اعادة هيكلة الجيش الروسي والقوات الجوية ، معدات ووحدات جوية جديدة تتميز بمواصفاتها التقنية والتكنلوجيا العالية والتي ستمكنها من المحافظة على قابليتها القتالية وعلى اعلى المستويات ، وتتمثل هذه الوحدات الحديثة المصممة لاداء المهام الجد المتخصصة ، في مقاتلات الجيل الجديد والقاذفات ، وطائرات أواكس ، والناقلات والصهاريج والطائرات بدون طيار التي ستخصص لمهام الاستطلاع اخذة مكان طائرة الاستطلاع الماهولة ، و ستتميز هذه الوحدات بمرونتها وقابايتها على الانتشار السريع ، في الاخير العقيدة الروسية الجديدة لن تختلف كثيرا عن العقيدة الأمريكية من حيث مفهوم المرونة والقوة والقدرة على تنفيذ الهجمات في أي مكان على وجه الأرض فالعالم يتغير والعالم الجديد يجلب أنواع جديدة من الصراعات...

شكرا على الموضوع المميز للقاذفة الأروع سو34

وللتذكير فالجزائر الأن في مفاوضات وصفقت بالمتقدمة جدا للحصول على هذه القاذفة.....