رياس البحر عميد
الدولة : الجزائر الجنس : تاريخ التسجيل : 14/03/2013 العمل/الترفيه : سري
| موضوع: الاحتراف العسكري السبت مارس 16, 2013 9:35 am | |
| الاحتراف العسكري مفهومه وتحقيقه وأهميته
إن الاحتراف موجود في جميع مجالات الحياة الإنسانية منذ قديم الأزل، فكل شخص بإمكانه أن يحترف في تخصصه مهما كان ذلك التخصص، مادام يبذل مزيداً من الجهد في تخصصه، ولا شك أن المحترف العسكري لا يخلتف عن جميع تخصصات الحياة ومجالاتها مثله في ذلك مثل المهندس أو الطبيب أو الرياضي وحتى المهن الحرفية،مع مراعاة كلاً ومجال تخصصه، وطبيعة عمله، ومكانته الاجتماعية،ولكن تتساوى هنا الاحترافية بأداء تلك المهن، أي أن كلاً منها تتطلب الدقة والجودة والانضباط ومزيداً من الاجتهاد عن غيره إذا أراد أن يكون محترفا إلا أن الاحتراف العسكري مختلف عن المهن المدنية، بأن لا يصل إلى درجة الاحتراف إلا بعد خوض عدد من التمارين التعبوية الحية، والتجارب الواقعية، إذا أتيحت له الفرصة بذلك بالمشاركة والممارسة بعين الواقع، مما تيطلب بذل قصارى الجهد والتعب البدني والذهني إلى درجة المخاطرة بالحياة إن الدراسة والتنظير قد تكون سهلة لبعض الأشخاص بل يكونوا مبدعين في حفظ المعلومة والتطبيق بالتمارين الدراسية، ولكن عند أرض الواقع قد تختلف علهيم الرؤى، ومن هنا تتبين الفروق الفردية بين القادة، فمنهم من أكثر الاطلاع وقام بالتمارين ، ومارس ميدانيا، وكان جاداً بالتطبيقات الميدانية، وحاول الاستفادة من تجارب القادة الذين مارسوا وكتبوا تجاربهم من واقع الخبر العملية لسنوات عمرهم العسكري وباحترافية. ومن باب أولى وبعد هذه المقدمة البسيطة عن مفهوم الاحتراف يتوجب عليّ أن أتطرق إلى بعض التعريفات التي تناولت الاحتراف العسكري عند بعض الكتاب والمختصين بهذا المجال، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.
الاحتراف بأبسط معانية هو: الإجادة التامة للعمل (1) أما الاحتراف العسكري فهو «فن القيادة» فالقائد المتمكن من عمله هو القائم بمسؤولياته بشكل مثالي تجاه رؤسائه ووحدته وخدمة وطنه(2) أما المحترف العسكري فهو إنسان ذو معرفة متخصصة ومهارة بارعة في مجال مرموق من مجالات الإنسانية(3) وكذلك هو قائد متمرس في حرفة السلاح، مسؤول عن الجند والوحدات، ملتزم بالدفاع عن الأمة، ومقيد بإطار أدبي وأخلاقي شديد الصلابة(4) وعرف أيضا بأنه ذلك الشخص الذي خضع لإعداد وتدريب خاص ولديه المعرفة بحرفية المهنة والقدرة على تطبيقها عمليا، والقائد المحترف هو ذلك القائد الذي يعرف مبادئ القيادة جيدا ويسخرها لتطوير وحدته(5)
وهناك أيضا آراء حول القيادة حيث يرى بعض الكتاب بأن القيادة تأتي أولاً بالفطرة، حيث ذكر ذلك الكاتب (كارول أوكوتر) في قولة: « المدراء مولدون بالفطرة على القيادة والإدارة». (6) هنا تبين هذه المقولة أن القادة أو القيادة فطرة في الإنسان، حيث القائد بفطرته قائداً متى سمحت له الفرصة لتولي القيادة، وذلك بأنه توجد لدية مقومات القيادة بصبغاتها وجيناتها الفطرية.
أن الإحترافية بالسلك العسكري لاتحتكر على الضابط بل من الممكن أن يكون هناك جندي أوصف ضابط محترفا عسكرياً وحسب تخصصة العسكري، وهناك وقائع وأمثلة عديدة تدل على ذلك، واستشهد بصائد الدبابات بحرب الخليج، ذلك الفرد الذي استطاع بحرفية كبيرة أن يدمر ويحطم ويقضي على عدد كبير من دبابات العدو. (7) وعند النظر لمفهوم الاحراف نجد أنه فلسفة قائد محترف بطريقة تنفيذ المهمة من خلال خبراته العلمية، وإطلاعة المعرفي مما يجعله لا يفاجئ مثلا بسلاح معين بميدان المعركة يكون له تأثير قوي على معداته وجنوده ولم يكن على دراية به، ولم يأخذ له الاحتياطات اللازمة بخطة هجومية كانت أو دفاعية. وعلية فإن المدير أو القائد المتمكن يطبق فلسفته العسكرية والإدارية على منسوبيه، ويسعى إلى إفهامهم تلك الفلسفة وبطريقة تنفيذها وذلك بعد فهمها. فإنه يتوجب أن يفهم فلسفة القائد جميع الأفراد من أصغر رتبه بالوحدة، عندئذ يستطيع القائد أن يطمئن بإذن الله على نجاح مهمته.
وإني أرى أن الاحتراف جزء من فن القيادة، أي أن هناك قادة مجتهدون ولكن لا يصلون إلى درجة الاحتراف لعدة أمور أكثرها لا يخفى على أي شخص عمل سواء بوحدة أو بإدارة.
ومن وجهة نظري بالنسبة للقيادة تأتي عبر ثلاث طرق هي: أ- إن القائد يولد قائدا بالفطرة أي مستلم زمام القيادة بالفطرة، وهذه تراها على مستوى حياتنا اليومية البسيطة، حتى بين أفراد الأسرة. ب- إن بعض القدرات والمزايا التي تجعل المدير مديرا والقائد قائدا هي القدرة على الابتكار والطموح والشخصية القوية، والثقة بالنفس، وسعة الإطلاع. ت. يمكن للظروف أن توجد وتظهر مدراء وقادة. ومن الملاحظ أن سلك الضباط العسكري مرتبطاً بجميع العلوم التقنية، وكذلك بأغلب فئات المجتمع، فعلى مستوى وطننا الحبيب توجد هذه المؤسسة العسكرية الحضارية الشامخة (الحرس الوطني العربي السعودي) حيث يقوم بتقديم خدمات متنوعة لمنسوبيه، ولغيرهم من المواطنين المدنين، بما يملك من إمكانات طبية وكوادر متخصصة، وبما يملك من منشآت ومعدات، وكذلك بما يقدمة وتميزه عن غيره من القطاعات العسكرية بالمملكة والدول الشقيقة والصديقة، وذلك من إنشاء أكاديميات علمية، وجامعة تعلم وتدريب وتخرج منسوبي هذا الكيان ،أبنائهم وتخدم جميع المواطنين.
الصفات الأساسية للاحتراف
أ- الكفاءة: وهي الصفة الأولى التي يجب أن يتمتع بها العسكري المحترف وتعني الكفاءة والإلمام التام بالمهنة، ومعرفة الشخص لموقعة من منظومة العمل، وتتحقق هذه الكفاءة المطلوبة عن طريق التعليم والتدريب المستمرين والخبرة والجهد المتواصلين، ومن النقاط الهامة التي يجب أن نراعيها عند طموحنا لتحقيق الاحتراف العسكري بأن نعلم أن هناك إطاران للكفاءة المطلوبة هما: كفاءة في الحاضر، وكفاءة تؤهلنا لمسؤوليات المستقبل. ب- المسؤلية: وهي الصفة الرئيسية الثانية للشخص المحترف، لأن الكفاءة وحدها ليست كافية للقائد بأن يكون شخصاً محترفاً، وإنما يحتاج أيضا إلى أن يكون مسؤولا مسئولية كاملة عن قيام وحدته بالدور المطلوب منها كجزء من منظومة القيام بإعداد الأجيال المحترفة اللازمة لمهام المستقبل. ت- التفاني: وهي الثالثة للمحترفين، والتي لا تقل أهميتها عن سابقيها، وهذه الصفة تجمع بين سمتين من سمات القيادة الأساسية وهما: الثقة في أداء الواجبات، والحافز الكبير للعمل، وبالتفاني يستطيع القائد المحترف تسخير كل إمكاناته الفكرية والبدنية لعمله، ولكن يجب أن يكون هذا التفاني في حدود وبشكل متوازن وبطريقة لا تؤثر على الشخص اجتماعياً أو صحياً، لأن أي تأثير مهما كان نوعه على القائد ينعكس على أدائه لعمله، وبالتالي تصبح النتيجة عكسية، ويفقد القائد بعضا من كفاءته ومسؤولياته وتفانية، ويسقط من قائمة المحترفين.
دور المعرفة للضابط المحترف
إن سلك الضباط يبدو شاملا لأنواع عديدة من الاختصاصيين من بينهم عدد كبير له نظيره في الحياة المدنية، إن المهندسين والأطباء والطيارين وخبراء الصيانة وشؤون الأفراد والاستخبارات والاتصالات موجودون في سلك الضباط الحديث كما هم موجودون خارجه، وحتى ولو أهملنا هؤلاء الاختصاصيين الفنيين، فإن مجرد التقسيم العام للسلك إلى ضباط جويين وبريين وبحريين سيوجد فوارق كبيرة في المهام والمهارات المطلوبة، ولقد وصف (هارولد لاسويلز) هذه المهارة أفضل وصف عندما أطلق عليها (إدارة العنف)، إن وظيفة أي قوة عسكرية تتمثل في خوض قتال مسلح ناجح، ولذلك فإن واجبات الضابط العسكري تتمثل في تنظيم وتسليح وتدريب هذه القوة، والتخطيط لنشاطاتها، وتوجيه عملها داخل وخارج ساحة القتال.
أهمية الاحتراف العسكري
لابد أن يقترن عاملان مهمان لتحقيق الاحتراف بشكله الصحيح، وهما التعلم والتدريب والاستزادة والاستفادة من الخبرات السابقة، ومحاولة البدء من حيث انتهى الآخرون، حيث الاستفادة من المواد العلمية، وكذلك الاستفادة من الخطأ وتلافي هذه الأخطاء في تطبيق العمل وتطبيق الاحتراف. ومن أهم مبادئ التدريب: الاستمرارية في أعمال التدريب ليلاً ونهاراً وفي مختلف الظروف الجوية وعلى الأراضي التي تشابه أرض المعركة الحقيقية مع ملاحقة مستويات الكفاءة المعاصرة وما يستجد في ساحة القتال من أساليب قتال حديثة أو تطور في أسلحة القتال،وعدم السير على نمط واحد، بل يجب أن يتنوع التدريب وأن تتغير الخطط مع خلق مواقف معركة مفاجئة وغير متوقعة حتى تتعامل مع أسوأ المواقف التي يمكن أن تتعرض لها في ميدان القتال، وهذا يتطلب تغيير المناهج وحراسات القتال بما يحدث من تطور على مستوى العالم. ولكي يصل الضابط العسكري إلى قمة الاحتراف يجب أن يكون قد وصل إلى مرحلة التفوق في مجال عمله وتخصصة العسكري، ووصل بعمله إلى تلك المهارات والفنون عالية الجودة والسعي إلى تطبيقها أثناء تأدية عمله وواجباته.
إن تحقيق متطلبات النقلة التقنية الحديثة في مجال أدوات القتال ومعداته، والتعامل مع التجديد المستمر في الفكر العسكري ونطرياته، يتطلبان قادة عسكريين على مستوى عال من الاحتراف وعلى مختلف مستوياتهم، فهؤلاء القادة وحدهم يملكون قدرة التأثير في الآخرين لإنجاز الأعمال، سواء أكان تأثير هؤلاء القادة بطريق مباشر مع المرؤوسين لحثهم على أداء واجباتهم المنوطة بهم، أم من خلال التأثير غير المباشر بحسب ما يقتضيه التسلسل القيادي من اعتبارات. ومن الطبيعي في ظل هذه النقلة النوعية في المجال العسكري أن تتنوع أساليب هؤلاء القادة ما بين التوجيه والتشجيع، بنسب قد ترفع واحدة على الأخرى بحسب مستويات المرؤوسين والمواقف التي يتعرضون لها.(8)
عوامل تحقيق الاحتراف العسكري
إن القائد العسكري الذي يسعى إلى تحقيق الاحتراف عليه أن يكرس جهده لتحقيق ذلك عبر طرق متعددة، والذي تختلف من قائد إلى آخر. عوامل تحقيق الاحتراف العسكري. أ- التدريب: يعد التدريب استثماراً لرأس المال البشري لتطوير كفاءة العاملين في مختلف المجالات، وفي مختلف المراكز العسكرية أو الإدارية، وهو مجموعة من الأفعال التي تسمح بإعادة تأهيل الأفراد ليكونوا في حالة تأهب واستعداد بشكل دائم لأداء وظائفهم الحالية والمستقبلية. ويكون التدريب ملائم عندما يتصف بالمبادئ التالية: (1) أن يكون للتدريب هدف محدد قابل للتطبيق وهو الوصول إلى الاحترافية. (2) أن يتصف التدريب بالاستمرار والشمول. (3) أن يوجه للأفراد في مختلف المستويات، بحيث يشمل تدريب القادة والضباط الصغار وصف الضباط والجنود. (4) أن يكون التدريب له صفة التدرج، فالتدريب الذي يقدم للقائد يختلف عن المقدم للضابط الحديث أو صف الضابط أو الجنود. (5) أ يكون التدريب مواكبا للتطورات التقنية الحديثة، وأن يتناسب مع المستويات الوظيفية للأفراد، مع ملاحظة أن عملية التدريب يجب أن تراعي المتدربين والمدربين والمادة العلمية وبيئة التدريب وأساليبه. وبما أن للتدريب أهمية لما ينطوي عليه من مواكبة لمتطلبات العصر، كذلك يعتبر الحل المناسب لتحديات القرن الحاد والعشرين وتحقيق الحتراف، (10)
ب- الانضباط العسكري: الحياة العسكرية لها مميزاتها وخصائصها التي تميزها عن الحياة المدنية، فهي إضافة إلى أنها تشترك معها في التمتع والتطوير المستمر والتفاعل الحي مع الواقع اليومي الذي يعيشة المجتمع، إلا أنها تتميز بخاصية هامة توليها القيادة العسكرية أهمية قصوى، هذه الخاصية هي الانضباط أو ما يسمى في المصطلح العسكري بالضبط والربط،
لذلك يجمع القادة العسكريون على أن الانضباط العسكري العالي لمنسوبي الوحدة يؤثر تأثيرا قويا في رفع الروح المعنوية، فكلما ارتفعت درجة الانضباط ظهرت روح الفريق الواحد، وزاد الإقدام والتضحية لدى الفرد وتحققت الأهداف المنشودة وهذا بدوره يوصلنا إلى الاحترافية. ت- المهارة في التعامل مع الإنسان: إن نجاح الإنسان في القيادة مرهون بقدرته على إتقان مهارات التعامل، وأن (85?) من النجاح في القيادة يعزى إلى مهارات التعامل وليس بالضرورة استعمال جميعها بل حسب الموقف والشخص المقابل ويعتبر الاستماع من أهم المهارات للتعامل مع الناس، أي أن عدم استماع القائد قد يكلفة حياته، وقد يجعله يتسبب في ضياع أتباعه. وكذلك الإحساس بمشاعر الناس فالقائد في حاجة دائمة إلى تحديد المسافة النفسية الفاصلة بينه وبين الناس. وذلك بتحديد المشكلات التي يعاني منها والمحاولة الجادة لإيجاد الحلول المناسبة لها. أيضا فهم النفسية الإنسانية فالقائد الفعال لديه القدرة على توقع ما يدور في النفوس، ومن ثم التعامل مع كل شخص حسب ما يناسبة فهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الطفل فيقصر الصلاة وهو يريد إطالتها احتراماً لمشاعر الأم. (11)
ث- فن دراسة دور الحرب النفسية في كسب المعركة إن الحرب النفسية باعتبارها واحدة من بين مفردات علم النفس تظل لصيقة بشخصية الضابط، مهما امتدت به سنوات الخدمة العسكرية، ومهما تنوعت مجالات عمله وتعددت جهاتها، واختلفت مهامها وتستمد الحرب النفسية أهميتها من كونها مشابهة لمختلف أنواع الحروب الأخرى العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية. فهي سلسلة من الأعمال التي تحاول بواسطتها قوة أو سلطة ما إرغام الخصم أو العدو على قبول مطالب معينة، سواء أكانت عادلة أو غير عادلة، باستخدام أساليب الدعاية والوسائل السيكولوجية والمعنوية الأخرى، للتأثير في المعنويات والاتجاهات، ومن ثم توجد حالة من الانشقاق والتذمر بين الصفوف، تساعد على كسب المعارك الحربية، وإلحاق الهزيمة بالخصم.
ج- معرفة الرجال إن من مسلمات القيادة الناجحة القدرة على الاستفادة من مكامن التفوق والتميز لدى المرؤوسين بأفضل ما يمكن، ولكي يتحقق هذا كان لزاماً على القادة والرؤساء ضرورة معرفة وتمييز هذه المكامن لدى مرؤوسيهم، وهو ما نعنيه بمعرفة الرجال، إن توفر الرجال أولاً، والقدرة على توظيفهم لتحقيق الأهداف ثانياً، هما طرفا المعادلة القيادية التي ينتج عنها نجاح القادة، وكلما أحسن القادة الاستفادة من هذا التوظيف كلما نتج عنه تفوق ونجاح ومن هنا اعتبرت القيادة فناً صعباً لارتباطها بالعنصر البشري الذي يصعب تحليله وفهمه ببساطة كما هو الحال في العناصر الكيميائية الطبيعية، ومن خلال هذا التصور يمكننا فهم صورة العلاقة بين نجاح القادة وبين قدرتهم على معرفة الرجال، وينبغي ألا ننسى أن نجاح القادة ينتج عنه تحقيق لأهدافهم في الواقع، ولا شك أنه ليس من الممكن تحقيق هذين العنصرين دون القدرة على معرفة الرجال، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أرأف أمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح”(13).
متطلبات الاحتراف العسكري
يقوم الاحتراف سواء كان في الجيش أو في مجالات الحياة الأخرى على ثلاث خصائص هي: الكفاءة، المسئولية، والالتزام، وهي خصائص تميز المحترف عن الإنسان العادي، وبالتالي فلا غني عنها لجيش اليوم والغد، ذلك الجيش الملتزم بالدفاع عن أمته أين كانت تلك الأمة.
أ- الكفاءة: تعني الكفاءة بعبارة بسيطة علينا أن نكون خبراء في حرفة السلاح، وأن نكون على دراية بأعمالنا على كافة المستويات من قائد فريق الرماية إلى رئيس الأركان، فالكفاءة ليست خاصية موروثة، إنما تنمو مع الاجتهاد والتعليم والخبرة والتدريب الواقعي القاسي والعمل الجاد. ولتطوير الكفاءة لابد لنا من الحذر في تحقيق التوازن، فمن ناحية علينا أن نركز على الواجبات الحالية، وأن نتمكن بوجه خاص من أساليب القتال التي تضمن النصر في ميدان المعركة.
ب- المسؤولية: القائد المحترف ليس كفؤاً فحسب بل مسؤول، عن أداء الجنود والوحدات ومسؤول عن أداء الجيش بأكمله، بمفهوم أوسع يصبح الضباط مسؤولين عن أمن البلاد وعن الدفاع عن الشعب، وهذه المسؤولية تميز حرفة السلاح عن أي مجال آخر من مجالات الحياة، والأهم من ذلك أننا نحن القادة مسؤولون جماعياً وفردياً أمام مجتمعنا عن أبناء الوطن الذين عهدت إلينا رعايتهم.
ت- الالتزام: يعني الالتزام بالنسبة للقائد العسكري في أوسع مفاهيمه، انصراف مستمر على الخدمة لحماية الوطن، فعلينا أن نلقي مزيداً من التركيز والاهتمام على هذه الخاصية (الالتزام)، فهناك من القادة الذين يبدون التزاماً في خدمة الوحدة وبالتالي في خدمة الوطن، فبينما هناك البعض الذين يجعلون التزامهم مرهوناً بالمثوبة المادية مثل الترقيات السريعة، والفرص القيادية الواسعة والمزايا الأخرى، إلا أن المحترف حقاً يلقي تلك الاعتبارات جانباً ويتجه نحو الخدمة الموسومة بنكران الذات، والمقطوع به أن القائد المحترف لا يستغني عن المثوبة المادية بل ومن حقه أن يتمتع بمستوى معيشي يتلاءم مع إسهاماته، ويتساوي مع المستوى الموجود في المجتمع الذي أدى اليمين لحمايته، غير أن التزام القائد يتجاوز حدود الكسب المادي، فالمحترف قد اتخذ قراراً غير مشروط لخدمة الأمة تحت أية ظروف قد تستجد.
برامج تطوير الاحتراف
إن تطوير الاحتراف في صفوف القوات المسلحة يجب أن يتم على كافة المستويات وذلك لفائدة الجيش ولمصلحة الأمة، ولكن كيف لنا أن نتعامل مع هذا التحدي؟ وما الذي يتعين على كل منا فعله لرفع مستوى الاحتراف في صفوفنا؟ هناك تشكيلة واسعة من البرامج والأساليب التي جرب منها الكثير بنجاح باهر في وحدات الجيوش المختلفة، لعلها تشكل الأساس لبرنامج شامل لتطوير الاحتراف العسكري على مستوى الجيش، وهذه الخطوط هي:
أ- تنمية الاعتزاز بالنفس. على الضابط أن يتعرف على المفهوم القائل بأن عائدات الخدمة العسكرية للأمة تمتد إلى أبعد من المثوبة المادية، حيث هناك الكثير من العائدات العظيمة غير المحسوسة، والتي تنبثق من الرضا الذاتي للقادة والجنود عن أنفسهم، ومن الشعور بالفخر لدى تلبية نداء الواجب الكبير.
ب- التعلم من التاريخ وهو البعد الهام والمهمل في الجيش في كثير من الأوقات، لقد اكتسبت الدراسة الجادة للتاريخ داخل الجيوش دفعة جديدة يجب أن نبني عليها كل جهودنا في التحديات المقبلة، فإذا أردنا أن نسهم في المستقبل علينا أن نعود إلى الماضي، ويذكر الفيلسوف (جورج سانتايانا) بأن الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بتكرار أخطائه، فمما لا يحتاج إلى بيان إذ أن دروس التاريخ تبرز لنا كثيراً من المنزلقات التي يتعين علينا تفاديها في المستقبل، على سبيل المثال، فإن التاريخ يعيد إلينا حساً بقيمتنا الاحترافية بشكل أكثر فعالية من أي مصدر أحادي آخر، وبوصفنا قادة في الجيش علينا أن ندرس ونناقش ونفهم تاريخنا وندرسه للآخرين لاسيما جنودنا الشباب، إننا نملك تراثاً من المعارك والبطولات والقتال والشجاعة التي يتعين على كل جندي أن يطلع عليها، فضلاً عن أن تاريخنا الإسلامي العظيم يعلمنا المسؤوليات الهامة التي تحملها أسلافنا والآمال العريضة التي تعلقها علينا أمتنا كأعضاء في حرفة واحدة يحملون كل هذه القيم والمثل العليا.(14)
ت- المعرفة المحترف هو إنسان ذو معرفة متخصصة ومهارة بارعة في مجال مرموق من مجالات الخدمة الإنسانية، ويكتسب المحترف المعرفة من خلال التعليم والخبرة الطويلين، وتشكل تلك المعرفة أساساً للمعايير الموضوعية للكفاءة الاحترافية التي تساعد على التمييز بين المحترف وغيره، كما تساعد على قياس الكفاءة النسبية لأعضاء الحرفة، ولاشك أن هذه المعايير عالمية في طبيعتها وتشكل جزءاً لا يتجزأ من المعرفة والخبرة، إضافة إلى أنها عامة التطبيق ولا تتقيد بزمان أو مكان، إن المهارة أو المهنة العادية تنحصر في الحاضر دون الرجوع إلى الماضي، وتصقل من خلال تعلم الأساليب المتوفرة، غير أن المعرفة الاحترافية هي معرفة جزء من ذلك التاريخ ضرورة ملحة للكفاءة الاحترافية، لقد نشأت معاهد البحوث والدراسات والتربية ليس فقط لتوسعة وبث المعرفة والمهارة الاحترافية، ولكن أيضاً لإقامة صلات وثيقة بين الجوانب الأكاديمية والتطبيقية للحرفة من خلال الدورات والمؤتمرات وغيرها من النشاطات.
ث- الانتماء يتقاسم أعضاء الحرفة الواحدة حساً مشتركاً من الوحدة العضوية، ووعياً ذاتياً بأنهم مجموعة تختلف عن البشر العاديين، ويرجع أصل هذا الحس الجماعي إلى النظام والتدريب الطويلين للكفاءة الاحترافية، كما يرجع إلى علاقات العمل المشتركة والاشتراك في تحمل مسؤولية اجتماعية مميزة، ويتجلى إحساس الوحدة بوضوح في أي تنظيم محترف يعمل على تطبيق معايير الكفاءة الاحترافية فضلاً عن وضع وتعزيز معايير المسؤولية الاحترافية.
| |
|
القائد اسامة وزير الدفاع العربي ( القائد الاعلى للقوات المسلحة العربية )
الدولة : بلد المليون ونصف شهيد الجنس : تاريخ التسجيل : 22/02/2013 العمر : 29 العمل/الترفيه : طالب الاوسمة العسكرية : ميداليات عسكرية :
| |
عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع العربي
الدولة : المملكه العربيه السعوديه الجنس : تاريخ التسجيل : 24/02/2013 العمر : 27 الموقع : 100 غربا 50 شرقا العمل/الترفيه : ظابط طيران ..مستقبلا الاوسمة العسكرية : ميداليات عسكرية :
| موضوع: رد: الاحتراف العسكري السبت مارس 16, 2013 7:05 pm | |
| طبعا احد اهم اسباب النجاح في الحروب بعد توفيق الله عز وجل هو الاحتراف العسكري والنظرة الاستراتجيه لقادة الحروب
فهناك حروب عدة خسرتها الدول بسبب عدم وجود احتراف عسكري ذهني ولنا خير مثال الحرب النازيه على السوفييت
شاكر لك المجهود وتقبل التقيم | |
|
adimral_elhabak قائد القوات البحرية
الدولة : مصر الجنس : تاريخ التسجيل : 24/02/2013 الاوسمة العسكرية : ميداليات عسكرية :
| موضوع: رد: الاحتراف العسكري السبت مارس 16, 2013 7:46 pm | |
| | |
|