تعرف أية قوة مسلحة حسب المجال الذي تعمل فيه، و من هنا أطلق اسم القوات البرية على القوات التي تنشط على الأرض. يتم إعداد المنظومة العسكرية و بناؤها وفق إستراتيجية الدفاع أو أسلوب استخدام القوات الهادف إلى التصدي بحزم للخصم لإجباره على التراجع. تنظم القوات في أغلب الجيوش، لتؤمن تنسيق و تسيير وسائل العمل المخصصة لكل سلاح مكوّن لها.
و هناك ثلاث خصائص أساسية تسمح بتمييز مفهوم القوى:
- التشكيل، كعضو مكون أو كوحدة أو تشكيلة مهيكلة؛
- الانضباط؛
- طاعة القائد.
و هكذا، يتحقق مبدأ تكامل العمليات بين الوحدات و التشكيلات، أين يسمح تنظيمها و مفهوم استعمالها بتجسيد التعاون و المساعدة فيما بينها و هذا ما يؤهلها لأداء مهام مشتركة. لقد إستشفت هذه المقاربة منذ زمن بعيد حيث تم تصويرها من طرف المارشال الالمانى " شليفن" سنة 1909 من خلال قوله :" على المدفعية أن تتكفل أولا بالمدفعية المعادية و تتكفل الخيالة بالخيالة و المناطيد بالمناطيد، قبل أن يكون باستطاعة الجميع مساعدة المشاة فى حربها من أجل إحراز النصر النهائي "
القيادة و القوات البرية
لقد أسست قيادة القوات البرية بغرض ضمان النجاح التام لمهام أسلحة القتال و تطويرها و تمكينها من بلوغ مستوى عالي من التحضير و الاستعداد القتالي. و دون التوسع في سرد مهام و تنظيم هذه القيادة ، فإن نشأتها تستجيب إلى متطلبات التنظيم و الإدارة و كذا تحضير القوات البرية عبر كافة التراب الوطني.
القوات البرية، أسلحة ووحدات
لتكوين القوات البرية يتم تجميع الوسائل المستخدمة على شكل أسلحة مختلفة وفق طبيعة عملها و خصوصياتها القتالية. و من المسلم به كما هو الشأن بالنسبة للقوات البرية على مستوى معظم الجيوش فإنه يجب من أجل السماح بنجاح المناورة على المستويات التكتيكية و العملياتية و كذا الإستراتيجية، امتلاك نظام مترابط يستلزم بالضرورة تقسيم قوام المعركة إلى وحدات كبرى و وحدات فرعية. يبقى سلاح المشاة المتكون أساسا من هياكل جيش التحرير الوطني المظفر، يمثل النواة التاريخية الصلبة للقوات البرية، و يعتبر هذا السلاح رمزا للعسكرية فى نظر المواطنين بالنظر لتوزع وحداته و تشكيلاته، و كذا بالنظر للعدد المعتبر للذين أدوا واجب الخدمة الوطنية ضمنه. إن تميز سلاح المشاة بخصوصية المراقبة المستمرة للميدان تجعله يتفرع إلى مشاة ميكانيكية و محمولة على غرار القوات البرية للجيوش الأجنبية.
و يعتبر سلاح المدفعية سلاح قوي و فتاك يخشاه كبار قادة الحرب، و ذلك بالنظر لقدرته على التصدي للتشكيلات المعادية أثناء إقترابها و حتى في عمقها.
يشتهر سلاح المدفعية بديمومة و إستمرارية نيرانه في مختلف الظروف، و قد تولد الفكر التكتيكي و المناوراتي لأبرز القادة العسكريين، كما بينه تاريخ الحروب و النزاعات المسلحة، على إستراتيجية إستعمال وسائل المدفعية.
لقد مهدت النواة التي نشأت منذ السنوات الأولى للاستقلال لظهور سلاح المدرعات، الذي غالبا ما يكون تأثيره حاسما على مجرى المعركة البرية. لقد تميز سلاح المدرعات بالحضور الدائم ضمن التشكيل القتالي و في الخطوط الأمامية و بالتواجد المستمر في ساحة المعارك و في كل ظروف القتال. و لفترة طويلة، كانت قوة الجيش تقاس أيضا بعدد وسائله المجندة، على غرار عدد قطاع المدفعية.
يمتاز سلاح هندسة القتال بقدرته على تصور و إنجاز التحصينات، و تكمن فعاليته على الخصوص في البحث و تدمير العدو الخفي ألا و هو اللغم.
فقد ساهم سلاح الهندسة منذ الاستقلال في القضاء على حقول الألغام، ذلك الإرث الثقيل الذي خلفته حرب التحرير.
يتصف سلاح المدفعية المضاد للطيران بدرجة عالية من التقنية بالسرعة بالدقة و التنسيق و القدرة على حماية القوات في الميدان، هذه القدرة التي ينبغي أن تدعم بوسائل الرد الحديثة المتعارف عليها، و التي يبقى نطاق قدراتها غير محدود.
إن القوات الخاصة باعتبارها وحدات ذات طابع نخبوي، متمرسة على القيام بأعمال المغاوير، حيث بإمكانها أن تتحصل على معلومات حتى في عمق تشكيل العدو و بمقدورها أيضا تبليغ معلومات مفيدة و مساعدتها على اتخاذ القرار.
يؤدي سلاح الإمداد الذي عادة ما يعرف بـ" التموين" دورا هاما على مستوى كل الوحدات و التشكيلات.
باعتباره يمثل الوظيفة الإمدادية الأكثر أهمية في مجال انتشار القوات، فإنه ييسر سير الإمداد بمختلف أشكاله لفائدة الوحدات البرية و ينقل وسائلها على مسافات طويلة. لقد أسس في بداية الأمر كمديرية للنقل ثم أدمج بعد ذلك ضمن أسلحة القتال و عند نشأة قيادة القوات البرية تم إلحاقه بها. فضلا عن مهمتي "الإعاشة و النقل"اللتين عادة ما يؤمنهما سلاح الإمداد، فإن تأثيره واضحا على الوحدات القتالية، لأن قدرتها القتالية تقاس بمدى جاهزية عتادها و درجة استكمالها بالأسلحة و الذخيرة. من هنا، و بغض النظر عن مهام النشاط الإداري و تسيير العتاد، فإن مهمة صيانة العتاد في زمن السلم و القدرة على تجديد الاستكمالات في زمن الحرب هي من المهام الأساسية لسلاح الإمداد. تعد معالجة و إيصال المعلومات و تنظيم الاتصالات للوحدات البرية من المهام الأساسية لوحدات سلاح الإشارة، المدمجة ضمن تشكيل قوام المعركة البرية و نُويّات الإشارة العضوية لهذه الوحدات. تتطلب صيانة شبكات الإشارة و الاتصال و المحافظة عليها توفر القدرة و الاستعداد لمواجهة الأخطار باستمرار و التصدي لكل ما من شأنه أن يحدث اضطرابا بهذه الشبكات أو يحاول تشويشها لمدة طويلة.
المصدر : موقع وزارة الدفاع الوطني